July 5, 2011

بسبعة جنيه تفاؤل


"الثورة ضاعت".. "الثورة ترجع إلى الخلف".. "الجيش ركب الثورة".. كفاية بقى ندب، الثورة نجحت بس لسه ما خلصتش، لسه قدامنا كتير بس الثورة نجحت نجاح باهر. ممكن ناخدها حتة حتة ونشوف هل المفروض نقلق عليها ولا لأ؟


أولاً الشعب ده قام لأول مرة من سنين قومة رجل واحد. نفى كل الإشاعات والتحليلات إللى كانت بتتهمه بإنه شعب خنوع ومش ممكن يثور. دى لوحدها إنجاز وما حدش حا يجرؤ يلعب اللعبة دى معانا تانى. خلاص الرسالة وضحت الموضوع لو كبر الشعب حا يقوم. ما بقاش حد خايف من حد.

ثانياً خلصنا من مبارك وإبنه فى مقص حرامية واحد ومعاهم الطقم المضروب بتاعهم. سواء إتحاكموا أو ما إتحاكموش دى نقطة تانية. المهم إن الشلة دى كلها بالسلامة مش حا نسمع عنهم تانى. وده برضه إنجاز فى حد ذاته.

ثالثاً لأول مرة فى حياة الشعب المصرى حا ينتخب رئيس جمهورية والموضوع ده مش هزار، حتى لو فى ناس فينا مش متفقة على مطالب الثورة كلها أو قاعدة فى البيت ومكبرة من مطالب إحنا شايفينها مهمة، الحاجة إللى أنا متأكد منها إن الشعب بتاعنا حا ينتخب رئيس جمهورية يعنى حا ينتخب رئيس جمهورية يأما الموضوع حا يولع فى ثانية ومش حا يقبل عك فى الموضوع ده. وده معناه إن رئيس الجمهورية بتاعنا حا يعمل ألف حساب وهو فى السلطة عشان إنتخابات الفترة إللى بعدها. وحا نتفرج بعد كده على أحلى منافسات ما بين مرشحين الرئاسة، كل واحد حا يحاول يكسب الشعب بكل الطرق.

رابعاً الثورة شالت مبارك والطقم بتاعه من غير ما يكون لها قائد واحد. شيلنا المخلوع وكل واحد روح على بيته. صح؟ لأ مش صح.. كل مجموعة من الناس عندها مشكلة قامت تحلها بنفسها.. ماهو ما فيش قائد يخلص الموضوع. إضرابات وقطع طريق وإعتصامات وكل إللى يجى فى بالك، ما حدش حا يعرف يلم الموضوع ده، خلاص الناس عرفت السكة ولا رجعة. البلد مش حا تتصلح من فوق لتحت زى فى كل بلاد ربنا، التغيير حا يجى من تحت لفوق. والحكومة إللى ماشية تلصم المواضيع حتة حتة حا تفهم قريب جداً إن عشان يلموا الدور لازم يعملوا التغييرات المطلوبة من فوق لتحت وإلا الماسورة حا تضرب فى وشهم. وطبعاً الحكومة الجديدة – إللى بعد الإنتخابات – حا تبقى عارفة إنها مش مكملة إلا لو عملت شغل.

خامساً من سنة واحد لو كنت سألت أى واحد فى الشارع على البلد كان شتملك فيها وفى إللى خلفوها. إنهاردة الناس فخورة بمصر، فى ناس مش مبسوطة بس مازالت فخورة ببلدنا. والصراحة ده نص المشوار. إللى عمله حسنى مبارك فى 30 سنة إنه حطم أى وطنية أو إى إحساس بالإنتماء للبلد. إنهاردة كله رافع راسه فوق لإنه مصرى وده بالنسبة لى نص المشوار. 

طيب.. هل الثورة خلصت؟ لأ لسه.. المشوار لسه طويل جداً، بعد 60 سنة من الحكم الفاسد الموضوع مش حا يتلم فى يوم وليلة، لسه محتاجين شغل كتير. لسه 40% من الشعب المصرى تحت خط الفقر ولغاية دلوقتى ما فيش خطط لتغيير الوضع ده. ما زال اكثر من نص الشعب ما يبعرفش يقرأ وما فيش أى مشاريع إتعملت عشان نحل المشكلة دى. لسه فى فساد فى الحكومة وما فيش سياسات واضحة. لسه الداخلية عايزة تتفور والإعلام عايز يتشنق. والدنيا لسه محتاجة مواجهات كتير. منها حاجات حا تخلص بالمظاهرات والضغط وحاجات حا تخلص بتفعيل مجلس شعب قوى وإنتخاب رئيس جمهورية جديد. وفى حاجات مش حا تتحل إلا بالنقابات والإتحادات والحركات المدنية. واليومين دول بالذات الثورة المضادة فى أقوى حالاتها. حرب قايمة من مجموعة من البأسين إللى لسه مش واخدين بالهم إن التغيير حصل وبيحصل وإن زمن الهرتلة خلص، لكن دى حلاوة روح، الناس صاحية. حتى لو مش كل الناس عايزة تنزل مظاهرات عشان تتطهير القضاء، كل واحد بيجرى على مصلحته وما حدش حا يعرف يلم الموال ده. يا راجل، ده الناس عملت مظاهرة عشان مش عايزين محطة موبايل يركب فى القرية وقطعوا الطريق والمحطة إتشالت.. عايز إيه أحسن من كده؟

1 comment:

  1. Compare with Tunisia, not so optimistic now are we?

    ReplyDelete